قاد الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – حربا ضروسا ضد خلايا الإرهاب في السعودية، مؤسسا لذلك أول منصة مضادة للفكر الضال ومنابعه ورموزه، ولم تقتصر المنصة المضادة على المواجهة الأمنية فحسب، إذ اتجهت أيضا إلى مناصحة المغرر بهم وإعادتهم إلى جادة الصواب، واتجهت مدرسة الأمير الراحل إلى الأخذ بيد شباب الوطن وحمايتهم من غول الإرهاب وفضح ادعاءات التنظيمات التي اتخذت من الشعارات الإسلامية السمحاء سبيلا لتحقيق مآربها وأهدافها. وأجمع محللون على نجاح التجربة السعودية، التي قادها الأمير نايف، في مجال مكافحة الإرهاب، وقالوا إن التجربة السعودية تعد نموذجاً يحتذى به دولياً في حرب العالم ضد القاعدة ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية. فضلا عن إدارة الأمير الراحل القوية للملف بحكمة واقتدار وبعناية فائقة، حتى نال إعجاب المراقبين في جميع أنحاء العالم. وكان تأسيسه – يرحمه الله – لمركز المناصحة عملا غير مسبوق أثمر عن عودة عشرات الشباب من كهوف الظلام والتكفير إلى حضن الوطن. وقد أكد في أكثر من محفل أن «خطط مواجهة الإرهاب مرنة وتتكيف مع الحدث وفق ثوابت معروفة لا تتغير.. المواجهة بكل حزم وقوة وحكمة وشجاعة».
وكان الأمير واضحا وحازما في رفض محاولات البعض ربط العمليات الإرهابية بالإسلام وقال بحزم «هذا الربط مرفوض ولا يتفق مع الواقع.. الحاجة ملحة للجهد الفكري لمكافحة الإرهاب، وهو أمر له أولوية في الخليج وفي العالم أجمع».
الأمير الراحل دافع عن الوطن في وجه الحملات التي حاولت المساس بمناهجه التعليمية وقال: «مناهجنا تواكب العصر وتتطور من وقت لآخر حسب متطلبات الظرف، والإنسان السعودي يتزود بالعلم في كل فروعه، وهناك أمر يجب أن يكون معلوما، وهذا يصر عليه كل سعودي كبيرا وصغيرا، أنه يجب أن يكون مسلما حقيقيا لا قاضيا».
المسيرة الحافلة للأمير نايف – رحمه الله – في مواجهة الفكر الضال أثمرت نتائج كبيرة في وقت قصير، فانحسرت الاعتداءات، إذ وضعت الوزارة آليات محددة لمحاصرة المحرضين والداعمين، ومن الإجراءات تنظيم التبرعات للأفراد والجماعات والمؤسسات حتى لا تتسرب إلى أياد لا تخشى الله.
واستمرت مسيرة المواجهة بعد رحيل الأمير نايف على ذات النهج والمدرسة الراشدة التي تحمي الوطن بالعلم والإيمان والسلاح.